"الشارة البيضاء": نحو مفاهيم مغايرة للذكورة

"الشارة البيضاء": نحو مفاهيم مغايرة للذكورة

أطلقت منظمة "كفى عنف واستغلال" (كفى) في 26 تشرين الثاني 2012 في فندق كراون بلازا في بيروت حملة الشارة البيضاء تحت شعار "هون رجوليتك...؟ فتّش عَ إنسانيتك"، تتضمّن دعوة إلى البحث عن "مفاهيم مغايرة للذكورة". تأتي الحملة في سياق مشروع "تعزيز العمل مع الرجال والشباب لمناهضة العنف ضد المرأة" الذي تنفّذه "كفى" بالشراكة مع "أوكسفام بريطانيا" وبدعم من الاتحاد الأوروبي منذ العام 2009. وقد حضر الإطلاق اليوم عدد من النواب وممثّلي التيارات السياسية المختلفة، وممثّل مدير عام قوى الأمن الداخلي الكولونيل زياد قايدبيه، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجيلينا إيخهورست، وعدد من ممثلي وممثلات الجمعيات الأهلية، والإعلاميين والإعلاميات، والشخصيات الداعمة للحملة.

 

" تغيير السلوكيات لا يتمّ عبر الدعوة إلى الرحمة والشفقة،

بل يفترض أن يتمّ على أساس تغيير المفاهيم التي تنتج السلوكيات الخاطئة "

 

افتتحت مديرة منظمة "كفى" زويا روحانا المؤتمر بكلمة شرحت فيها الخلفيّة التي انطلقت منها رسائل هذه الحملة، وقالت: "جئنا اليوم ندعو إلى إعادة النظر في المفاهيم السائدة حول الذكورة والأنوثة، لنعيد قراءتها من حيث تناقضها مع مبادئ حقوق الإنسان، ومن حيث الأذى الذي تسبّبت به للنساء بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، ومن حيث تقييدها للرجال في قوالب اجتماعية متخلّفة قد تلحق الضرر بهم أيضًا، مثلما هو الحال بالنسبة إلى من يجدون أنفسهم مضطرّين إلى إبراز "رجولتهم" أمام مجتمعهم من خلال ارتكاب أفعال وممارسات قد لا يقومون بها إذا ما تحرّروا من ضغط المجتمع وتقاليده. ونرجو ألا يفهم ذلك بأنّنا نبرّر هذه الممارسات أو الأفعال، إذ إنّنا نعتبر أنّ الفرد هو المسؤول أولاً وأخيرًا عن ممارساته وأفعاله". وأضافت روحانا إنّ "تغيير السلوكيات لا يتمّ عبر الدعوة إلى الرحمة والشفقة، بل يفترض أن يتمّ على أساس تغيير المفاهيم التي تنتج السلوكيات الخاطئة. ومن أولى المفاهيم التي يفترض نقضها هي ارتباط الرجولة بالعنف والقوّة والتفوّق الفكري والجسدي."

 

وختمت رواحانا كلمتها متوجّهةً بالشكر والتقدير إلى كلّ من ساهم في حملة الشارة البيضاء، وقدّمت أدرعة تكريميّة الرجال المناصرين لقضايا حقوق المرأة الذين يشكّلون قدوةً لغيرهم من الرجال، وهم: السادة النوّاب الذين دعموا مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري نبيل نقولا، وشانت جنجنيان وميشال الحلو؛ والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي؛ والممثّل بديع أبو شقرا الذي تبنّى الحملة وأبدع في إيصال رسالتها؛ وحارس مرمى المنتخب اللبناني لكرة القدم اللاعب زياد الصمد الذي أعلن عبر برنامج "سيليبريتي دويت" دعمه لمناهضة العنف ضد المرأة في لبنان ولمنظمة "كفى" تحديدًا. كما شكرت روحانا وسائل الإعلام كافة التي تواكب هذه القضية وتوليها الأهمية التي تستحق، بالإضافة إلى عناصر قوى الأمن الداخلي كافّة الذين اختاروا هم أيضًا ارتداء الشارات البيضاء في أماكن عملهم وعلى الطرقات اليوم، تعبيرًا عن موقفهم المناهض لكافة أشكال العنف ضد النساء في لبنان وعزمهم على تأمين الحماية لهنّ.

 

وكان لكلّ من ممثّل المدير العام لقوى الأمن الداخلي الكولونيل زياد قايدبيه، ومديرة مكتب "أوكسفام بريطانيا" في لبنان ماجدة السنوسي، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجيلينا إيخهورست، كلمات شدّدت على أهمية القضاء على كافة أشكال العنف والتمييز ضد النساء. تلا الكلمات مداخلة عبر السكايب Skype من الممثّل والمخرج المسرحي بديع أبو شقرا، ممثّل حملة الشارة البيضاء 2012، تطرّق فيها إلى الدوافع وراء مشاركته في الحملة وتبنّيه لرسالتها، معربًا عن إيمانه الشديد بقضيّة إنهاء العنف والتمييز المبني على النوع الاجتماعي.

 

في الختام، تمّ عرض لفيلم قصير يسلّط الضوء على أهمّ أنشطة "منتدى بعلبك لمناهضة العنف ضد المرأة"، إلى جانب أبرز مكوّنات الحملة الإعلانية، على أمل أن تساهم هذه المواد في رفع منسوب الوعي المجتمعي حول ضرورة مكافحة العنف ضد المرأة وأهميّة مشاركة الرجال، وليس النساء فقط، في مسيرة مكافحته. بالإضافة إلى خلق نقاش وتساؤلات جديّة في المجتمع حول العلاقة بين مفاهيم الذكورة السائدة والعنف الموجّه ضد النساء.


للاطلاع على صور الحملة 
والإعلان التلفزيوني الذي أنتج بالتعاون مع الممثّل بديع أبو شقرا