تظاهرة العاملات المنزليات المهاجرات: ألوان ورقص وتضامن من على الشرفات

تصوير: سلوى الحمصي

تظاهرة العاملات المنزليات المهاجرات: ألوان ورقص وتضامن من على الشرفات

تظاهرت مئات العاملات المنزليات المهاجرات من جنسيات مختلفة أمس الأحد في بيروت للمطالبة بإلغاء نظام الكفالة واستبداله بقوانين هجرة عادلة وإدراجهنّ في قانون العمل.

وتزيّنت شوارع العاصمة خلال المسيرة التي نظمتها كفى بمناسبة عيد العمال بالإشتراك مع حركة مناهضة العنصرية والمركز اللبناني لحقوق الإنسان ومؤسسة عامل والتي بدأت في السوديكو وانتهت بحديقة المفتي حسن خالد في عائشة بكار بألوان أعلام بلاد العاملات: أثيوبيا والسودان والفلبين وسريلنكا والكاميرون وغيرها من البلدان.

شاركت بعض العاملات اللواتي يحرمنَ من إجازة يوم الأحد بسبب نظام الكفالة في التظاهرة من على الشرفات. تأثّرهنّ وهنّ يشاهدنَ غيرهنّ من العاملات يطالبن بأبسط حقوقهنّ الإنسانية في الشارع ويهتفنَ ويغنّينَ ويرقصنَ، كان واضحاً.

فمنهنّ من ابتسمنَ، ومنهنّ من بكينَ، ومنهنّ من احتفلن بالهتاف وبعلامات النصر والرقص بكل ما أتينَ من قوّة. بعضهنّ الآخر لم تستطعنَ أن تبتسمنَ أو تبكينَ، تحديداً اللواتي خرج معهنّ كفلائهنّ إلى الشرفات، فكان وجعهنّ صامتاً، ظهر بملامح الحزن التي بدت على وجوههنّ.

مطالب العاملات خلال المسيرة كانت بسيطة. إذ شدّدن في كلماتهنّ التي تلتها ممثلة عن كل بلد في حديقة المفتي حسن خالد، أنهنّ لا يطالبنَ سوى بالإحترام وبأبسط حقوقهنّ الإنسانية. كما طالبنَ بالحق بالإستقالة من العمل وإلا ذلك يعدّ استعباداً.

تعاني العاملات المنزليات المهاجرات والذي يقدر عددهنّ بـ250 ألف في لبنان، من شتّى أنواع الإنتهاكات. فمنهنّ من يعانين من سوء المعاملة بوجوهها المتعدّدة ومنهنّ من يعانين من ساعات عمل لا تنتهي، كما يُحجز جواز سفرهنّ ويمنعنَ من يوم الإجازة وبالتالي من بناء علاقات إنسانية مع أي شخص من خارج منزل الكفيل.

صور العاملة المنزلية تينا التي كانت "كفى" قد تناولت قصتها في الفترة الأخيرة، علت خلال التظاهرة وطالب المتظاهرون بإحقاق العدالة في ملفّها ومعاقبة كفلائها المعنّفين.

إذ على الرّغم من تمكن تينا التي أتت من توغو للعمل في لبنان من التحرّر جسدياً بعد تركها منزل الكفيل، إلّا أنها لا تزال مقيدة بسلاسل الكفالة التي تشترط حصولها على "تنازل" من كفيلها المعنِّف حتى تتمكن من العمل في مكان آخر، وإلّا فهي مجبرة على العودة الى بلادها فارغة اليدين.

أبرز المداخلات

أخبرت الممثلة عن العاملات المنزليات المهاجرات من إثيوبيا عن الاتهامات التي يلصقها بعض اللبنانيين بالعاملات. أبرزها أنهنّ "مجنونات" و"مريضات نفسياً"، فأشارت إلى أنّ الكفلاء "يجرون جميع الفحوصات الطبية للعاملة لدى وصولها إلى لبنان وتكون حينها بكامل صحتها الجسدية والنفسية. وبعد أشهر، تفقد العاملة صوابها. من يكون المسؤول عن ذلك؟ هل تستطيعين (أيتها الكفيلة) أن تعملين لـ20 ساعة في اليوم كل يوم؟ كلا، لا يمكنك ذلك. ستفقدين صوابك!".

كما تحدّثت العاملة المهاجرة عن بعض أسئلة اللبنانيين المسيئة: "عندكن بندورة ببلادكن؟" وأجابت على السؤال قائلة: "نحنا بإفريقيا كل الفواكه الغالية اللي إنتو بتشتروها، عنّا ياها بالجنينة، منقطفها من قدام الباب!".

وأضافت أنّ من حقّ العاملات اللواتي يهاجرنَ إلى لبنان للعمل أن يُحببن ويكنّ محبوبات. "فما المشكلة إذا تزوّجنَ وأنجبنَ أطفالاً في البلد الذين يعيشون فيه؟".

أمّا الممثلة عن العاملات المنزليات المهاجرات من الكاميرون، فقالت إنّ مطالب العاملات بسيطة جداً وتختصر بمطلب واحد: "الاحترام". خاتمةً كلمتها بـ"احترمونا لنحترمكن".