عن شابة نجت من الإنتحار ودولة غائبة

تصوير طلال خوري

عن شابة نجت من الإنتحار ودولة غائبة

وصلتنا الى كفى منذ فترة رسالة من شابة تقول فيها أن صديقتها وعمرها 30 عاماً تنوي الإنتحار.

حرصاً على سلامتها، قُمنا بالإجراءات اللازمة: أبلغنا القوى الأمنية بالموضوع وواكبنا العناصر الأمنية في البحث عن الشابة الى أن وجدناها. قدمت الفتاة الى كفى وخلال متابعتنا الإجتماعية لها، تبيّن أنها قامت بمحاولات إنتحار متكرّرة في السابق، وعبرّت لنا خلال تواجدها أنها تريد مغادرة مركز كفى ولديها نيّة الإنتحار. تواصلنا عندها مع طبيبها النفسي المتابع الذي أوصى بنقلها الى المستشفى فوراً.

لم يكن ممكناً أن نتركها تخرج من مركزنا، خاصة أن عائلتها مقيمة خارج لبنان وليس لديها مكان تذهب إليه إلاّ عند أقارب أمّها الذين رفضوا تحمّل مسؤوليتها.

تواصلنا مع أهلها في البلد المقيمين فيه ومع سفارة البلد هذا التي أخبرتنا أنه لا يمكنها فعل أي شيء قبل إنقضاء نهاية عطلة الأسبوع، لكي تبتّ بموضوع إدخالها الى المستشفى على نفقة حكومة بلد الأب أو تسفيرها عند أهلها.

ماذا على كفى أن تفعل في هذه الحالة؟ تتركها لمصيرها أو تطلب من الدولة تحمّل مسؤولياتها؟

أبلغنا قوى الأمن الداخلي أملاً باتخاذ تدبير قضائي بإدخالها الى المستشفى تحت إشراف القضاء في انتظار ردّ سفارة بلد أبيها. إلّا أننا أُبلغنا بأنه وبحسب إشارة القضاء، لا يمكن إدخالها الى المستشفى على مسؤولية القضاء أو القوى الأمنية. جلّ ما تقدّمه لها القوى الأمنية هو إيصالها الى المستشفى إذا وُجد من يتحمّل مسؤوليتها، متحوّلين بذلك الى وسيلة نقل وملقيين على كفى مسؤولية مؤسسات الدولة.

غادرت القوى الأمنية مركز كفى، وبقيت الفتاة.

إتصلنا بوزارة الصحة للتدخل الطبي السريع، إلّا أن وزارة الصحة بدورها أخبرت بأنه لا يمكنها تحمّل النفقات كون الفتاة غير لبنانية، فهي من أم لبنانية وأب أجنبي، وبالتالي لا إمتيازات لها.

وأخيراً، اتصلنا بالصليب الأحمر وأخذنا على عاتقنا نقل الفتاة الى أقرب مستشفى حكومي لمراقبة وضعها الصحي لحين وصول أهلها من البلد المقيمين فيه واتخاذ سفارة هذا البلد القرار المناسب.

نجت الشابة من الموت، ولمحت ضوء في وسط الظلام الذي كانت فيه، وهي تحاول استئناف حياتها من جديد. هذا ما كتبته في رسالة أرسلتها الى كفى بعد خروجها من المستشفى.

إلاّ أن قصّتها هذه تضعنا من جديد أمام عجز الدولة عن تأمين الحماية للأشخاص والممتلكات وأمام غياب آليات الحماية والتدخل مما يحول دون قيام القضاء والقوى الأمنية بواجبها الفعلي وهو تأمين مصلحة الناس وسلامتهم. تستقيل هذه الجهات عن القيام بواجباتها وتلقيها على عاتق الجمعيات، وتصبح الأولوية لديها لكيفية دفع التكاليف وليس لمصلحة الناس وسلامتهم.

 

رسالة الشابة الى كفى:

Pain is temporary, without it there would be no suffering. And without fighting there would be no healing.

Healing begins with embracing our pain then taking the risk and sharing it with the right people. That’s why I took the step of going back to Kafa when I had enough from this pain. There is no shame in seeing a therapist. It would have been wrong if I allowed this voice to steal the joy from my life or to push me towards the “fake peace” of suicide.

My home wasn’t a happy place and having boyfriends wasn’t a happy experience! My entire life I was searching for the love of a family through other people, where I can be supported, settled, encouraged, and above it all “safe.”

Yes, I have depression and most of us do! But I am stronger than this, I want to be healed and everyone can, only if you get the right help and the true will to keep going.

I used to refuse taking medicines that would make me feel better! But after the hell I went through because of my thoughts, I asked for medication! There is still a part of me that wants to live, and I can’t prevent it from that. As my psychiatrist has told me, “We all take medicines when we need them the most.”

Now I’m getting better, I have a supportive family called Kafa, and even my own family is trying to help! What’s most important is me! I also got my own back, because when no one is around, I have only “me” and that’s the hardest and most challenging part.

The good part that I am conscious about is that I want to get better and I will. It is deep inside, search for the strength within. It is only a phase, believe me we’re not alone, it will pass.

Keep fighting the good fight: we will not only survive we will start living this life!