كيف ينظر بعض أصحاب العمل إلى عاملات المنازل في لبنان؟

كيف ينظر بعض أصحاب العمل إلى عاملات المنازل في لبنان؟

"51% من اللبنانيي بيتعتبروا إنو العاملة المنزلية ما بيتأمّنلها. مع إنو بتهتم بولادن".
"41% من اللبنانيي بيعتبروا إنو العاملة المنزلية عندها مشاكل نفسية. مع إنو بخلّوها تهتم بأهلن".
"36% من اللبنانيي بيعتبروا إنو العاملة المنزلية غبيّة. مع إنو مستلمة شغل بيتن".
"27% من اللبنانيي بيعتبروا إنو العاملة المنزلية مش نضيفة. مع إنو بتطبخلن وبتنضّفلن".

تأتي هذه الأرقام ضمن حملة "كفى عنف واستغلال" التي أُطلقت مطلع شهر شباط 2016 وهي مستقاة من دراسة وطنية أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع منظمة كفى والجمعية الدولية لمكافحة الرقّ، وبدعم من منظمة العمل الدولية. شملت الدراسة أصحاب العمل في لبنان وتوقّفت عند درجة معرفتهم بالقوانين والنظم الراعية لعلاقة العمل مع عاملات المنازل، وكشفت أيضاً بعض ممارساتهم ومواقفهم اتجاههنّ.
استندت الحملة الإعلامية إلى أبرز ما ورد في الدراسة من مواقف لأصحاب العمل اتجاه عاملات المنازل، خاصّة لجهة ضعف الثقة داخل علاقة العمل (أكثر من نصف أصحاب العمل يعتقدون بدرجات مختلفة أنه لا يمكن الثقة بالعاملة). ولا يقتصر شكّ أصحاب العمل بالعاملة على الحذر منها وحسب، بل يصل إلى حدّ التشكيك "بنظافتها" (أكثر من ربع أصحاب العمل)، و"ذكائها" و"سلامتها العقلية" (أكثر من ثلث أصحاب العمل). 
تُثبت هذه المعطيات مرّة جديدة أن عدداً لافتاً من أصحاب العمل لا يزال يتطلّع إلى العاملات انطلاقاً من أحكام مسبقة وتصوّرات تشوبها العنصريّة والفوقيّة والطبقيّة، مع العلم أنه يتمّ توظيفهنّ بشكل مستمرّ وتسليمهنّ مهام كثيرة تتطلّب مسؤولية كبيرة. فأتى الجزء الثاني من كلّ من شعارات الحملة الأربعة ليبيّن التناقض الواضح بين نظرة صاحب/ة العمل اتجاه العاملة وما يتوقّعه منها في المقابل، وهنا يُطرح السؤال: كيف لصاحب/ة عمل أن يطلب من شخص لا يثق به، أن يهتمّ بأولاده؟ وشخص يَفترِض أن لديه "مشاكل نفسية"، أن يعتني بأهله؟ وشخص "غير نظيف"، أن يحضّر له الطعام؟ وشخص لا يمتلك درجة كافية من الذكاء، أن يدير شؤون منزله؟ بالطبع، هي افتراضات مسيئة ومهينة عبّر عنها بعض أصحاب العمل وأردنا نقلها للرأي العام كما وردت في الدراسة لفتح النقاش من جديد حول مروحة من المسائل العالقة. ومن خلال تبيان التناقضات، واختتام الإعلانات برسالة "ما تناقض/ي حالك، راجع/ي حالك"، أردنا أيضاً دعوة أصحاب العمل إلى مراجعة تصوّراتهم وممارساتهم، وتحدّي الموروثات العنصرية والطبقيّة الكامنة وراء الكثير منها، وتصويب بعض من معلوماتهم حول النظم المرعيّة الإجراء التي بيّنت الدراسة أنّ قسماً منهم غير مطّلع على مضامنيها بالدقّة اللازمة.
في هذا الإطار، أنتجت "كفى" في المرحلة الأولى من الحملة فيلماً توعوياً قصيراً يُظهر بعض الأرقام المتعلّقة بمعلومات أصحاب العمل حول عقد العمل وممارساتهم مع عاملات المنازل، فمثلاً:
50% من اللبنانيين/ات يعطون العاملة يوم راحة (وهو من حقّ العاملة بحسب عقد العمل)، و24% منهم فقط يسمحون لها بمغادرة المنزل في يوم العطلة؛ 40% لا يعطون العاملة راتبها الشهري بشكل منتظم (وهو من حقّ العاملة بحسب العقد)، و41% قالوا إنهم دفعوا رواتب الأشهر الثلاثة الأولى لمكتب الاستقدام؛ 50% من أصحاب العمل لا يعرفون تحديداً ماذا تغطّي تكاليف الاستقدام التي يدفعونها للمكاتب الخاصّة (وهم يدفعون أموالاً طائلة في الكثير من الأحيان)؛ 94% منهم يحتجزون جواز سفر العاملة معهم (54% من هؤلاء يعتقدون أنّ ذلك مسموح بحسب عقد العمل، مع العلم أن لا إشارة لهذا الأمر في العقد)؛ و44% من أصحاب العمل يعتقدون أن مدّة العقد 3 سنوات، فيما هي سنة واحدة فقط. "ما تناقض/ي حالك. راجع/ي حالك".